النظرة إلى الله (الجزء الثاني)


Qana.news
2021-02-06


لطالما كانت مسألة الإله تشغل العقل البشري منذ عصور طويلة وقبل ظهور الأديان حتى، ما بين مؤمن بوجود إله ما وبين رافض لفكرة الإله بشكل كلي. إضافة إلى اختلاف وجهات النظر بين الفلاسفة حول ماهية وكينونة الإله المزعوم.
البداية ستكون من القرن الخامس ق.م. الذي يمثل منتصف الفترة بين الممالك اليهودية القديمة عندما حكم داوود وسليمان في القرن العاشر ق.م. وبين مولد السيد المسيح (ع). وسنتناول نظرة الفلاسفة الإغريق (أفلاطون، أرسطو، شيشرون) حول وجود الإله. وسيكون أفلاطون محور حديثنا لهذه الحلقة.
يعتقد أفلاطون (427-347 ق.م.) أنه ولتحديد منظومة سياسية للبشر، علينا فهم الطبيعة البشرية والتي بدورها تتطلب منا فهم الطبيعة بشكل عام. لذا لا بدّ من التمييز بين ما هو زمني وما هو سرمدي. عندما نراقب من حولنا نجد أن كل شيء في حال تغير: الفصول تتغير، المخلوقات تولد وتنمو ثم تموت، هذا هو الزمني، أما السرمدي لا يحتاج لسبب أو صانع لأنه موجود على الدوام وغير متغير. وبما أن العالم الزمني يحتاج إلى مصنّع، يمكن تسمية هذا المصنّع "بالإله" الذي يجب أن يكون عمله متقناً.
أما بالنسبة لارتباط الأخلاق بمسألة وجود الإله، فقد أوضح أفلاطون أن المفكرون المتدينون يرون أن هناك صلة بين الأخلاق والإله. فجميع من عاصر أفلاطون كانوا يؤمنون بوجود العديد من الآلهة وعند سؤالهم عن معنى الأخلاق يكون الجواب: الصواب هو الشيء المحبب للآلهة والخطأ هو المكروه بالنسبة لها. لكن هناك مشكلة في هذا التعريف حيث يمكن لفعل معين أن يكون صائباً لأحد الآلهة وخاطئاً لإله آخر، ما يعني أن أيّ فعل ممكن أن يكون جيداً وسيئاً في وقت واحد. إذاً، تبعاً لأفلاطون فمما لا شك فيه أن الإله يحب الأعمال الصائبة ولكن هذا لا يخبرنا أي شيء عما يمثل الصواب بالنسبة للإله، ولذلك فإن الأخلاق لا تستمد وجودها من الإله.
بقلم :الكاتبة رانيا يونس


الاراء الموجودة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع وادارته، بل عن وجهة نظر الكاتب او المصدر المستقاة منه.

النظرة إلى الله (الجزء الثاني)