الأخبار واشنطن تُخرج الحريري من السباق ودياب سيُكلَّف تأليف الحكومة بأكثرية قد تصل إلى نحو 70 نائباً


Qana.news
2019-12-19

رأت صحيفة "الأخبار" السيناريو الأميركي في لبنان لم يعد سرّاً، فقد خرجت به الولايات المتحدة يوم أمس إلى العلن، مشيرة إلى أن الانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية، الذي بدأ باستقالة وزراء حزب "القوات اللبنانية"،وهم الأداة الأسهل والأكثر التزاماً بالأوامر الأميركية - السعودية، وتلته استقالة مفاجئة لرئيس الحكومة سعد الحريري لشلّ البلد ومؤسساته؛ استكمل بحرق الحريري عبر تجريده من الصوت "القوّاتي" وإجباره على عدم الترشح مجدداً إلى رئاسة الحكومة.

وقالت الصحيفة إن المصادفة تكمن في أن رئيس الحكومة المستقيل كان قد تفرّغ خلال الشهر الماضي لحرق كل مرشح غيره بمساعدة دار الإفتاء، ولما أتمّ مهمته لدى الأميركيين، أحرقوا حظوظه هو الآخر، لافتة إلى أنه لم يعد سرّاً أيضاً أن الولايات المتحدة الأميركية، بسلوكها الحالي، تدفع نحو المواجهة الداخلية والفوضى، وتجهد لتغيير المشهد السياسي اللبناني والانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية التي حدّدت القوى السياسية وأحجامها وتشكلت الحكومة بناءً عليها.

وأكدت "الأخبار" أن القرار الأميركي ليس جديداً بل أعلن عنه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عبر الطلب من الشعب اللبناني رفض وجود حزب الله، واتضحت معالمه أكثر يوم أمس، ففي اليوم السابق زار الحريري عين التينة، حيث أكّد لرئيس مجلس النواب نبيه بري أنه "ماشي" بخيار رئاسة الحكومة، لاقاه بري "في منتصف الطريق" عبر اقتراح حكومة من 18 وزيراً، 14 من التكنوقراط و4 من الأحزاب السياسية، بحسب مصادر مطلعة على الزيارة، واقتضى الاتفاق أن يبذل الحريري جهداً باتجاه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و"القوات اللبنانية"، لمحاولة الحصول على أصواتهم للتسمية، في موازاة سعي بري لتأمين نحو 60 صوتاً للحريري، عبر إقناع حزبي "الطاشناق" و"السوري القومي الاجتماعي" والنائب إيلي الفرزلي وغيرهم بالتصويت لمصلحته... كان الرئيسان متوافقين، إلا أن رئيس الحكومة المستقيل "أبلغ وزير المال علي حسن خليل والحاج حسين الخليل، أمس، بقراره عدم الترشح لرئاسة الحكومة، قبيل نحو نصف ساعة من إصدار بيانه"، وعندما طُلِب من الحريري تسمية مرشّح من قبله، رد بالقول: "القصة عندكم. انتم حلّوا المشكلة".

وأشارت الصحيفة إلى أن لدى قوى "8 آذار" و"التيار الوطني الحر" معلومات بأن الأميركيين يدفعون باتجاه تسمية السفير السابق نواف سلام لرئاسة الحكومة، و"القوات اللبنانية" التي انتقلت من تأييد الحريري إلى رفض تسمية أحد، سعت لإقناع الحريري نفسه بالتصويت لسلام الذي يستحيل أن يقبل به تحالف "8 آذار" – "التيار الوطني الحر". أمام هذه الوقائع، قرر التحالف المذكور المضي في الخيارات البديلة. كان اسم الوزير السابق حسان دياب أحد تلك الخيارات. استقبله رئيس الجمهورية أول من أمس. وبعد التشاور بين الحلفاء أمس، عاد واستقبله مرة ثانية، ليؤكد دياب استعداده للقبول بالتكليف، "في حال كان ذلك سيؤدي إلى خفض التوتر في البلد".

ولفتت "الأخبار" إلى أنه إذا لم تحصل مفاجآت صباحية، فإن دياب سيُكلَّف تأليف الحكومة بأكثرية ربما ستصل إلى نحو 70 نائباً.، وسألت: "هل هذا الخيار هو حصراً لإحباط تسمية نواف سلام، ومنح الحريري فرصة إضافية للتفلّت من الضغوط الأميركية والقبول بـ"حكومة شراكة"؟.

وفي معرض الإجابة، تقول الصحيفة: "تنفي مصادر 8 آذار ذلك، مؤكدة أن خيار دياب جدّي، وهدفه لمّ الأمور بالبلد، وتعوّل المصادر على عدم رفض دياب من قبَل الحريري، الذي رجّحت مصادره ألا يسمّي أحداً في الاستشارات اليوم".
المصدر: صحيفة "الأخبار

الاراء الموجودة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع وادارته، بل عن وجهة نظر الكاتب او المصدر المستقاة منه.

الأخبار واشنطن تُخرج الحريري من السباق ودياب سيُكلَّف تأليف الحكومة بأكثرية قد تصل إلى نحو 70 نائباً